كل توقعاتي لهذه الحرب كانت خاطئة وخائبة، هذه الحرب صعبة ومش سهل تخلص ونقول ضايلها كم من يوم ويبدو مطولة كتير، لازم نتأقلم عالوضع المأساوي إن ضلينا ساكتين، متى ما صار هَبّة صوتية من الناس ممكن يغيِر الوضع، أما الاعتياد والسكوت فما راح يجيب نتيجة واسألوا باقي الدول!

هذه الحرب كشفت خصوصيات الناس على بعض وأظهرتها بطريقة قبيحة جداً، خصوصيتك مسلوبة، حتى وأنا شابك نت ضعيف، شابكه بشارع عام بين الناس هو الوحيد الي متوفر في المكان الخرائي الموجود فيه. الحياة ما عادت حياة تحترمك وتحترمها، الحياة خبطت على راسي وخضعت الها لأنه أنا غير مُخيّر على شيء..

لحتى أكون صريح، هذا المكان وهذه البلد طلعت من نفسي ومن تفكيري والشيء الوحيد الي منتظره هو الهجرة والهروب من هذه اللعنة، لازم نفهم انو هذه البلد ما راح تتعمر الا بأوامر دولية كبرى، وإن تعمرت بيوم من الأيام راح ننتظر سنوات كثيرة وأجيال رح تمر ورح أصير عجوز عشان ترجع لقبل ٧ أكتوبر!

حتى لو حدثت هدنة أو وقف إطلاق نار، فهذا لا يُنسينا أن ما حدث خلال ٩ شهور هو عبارة عن مسرحية سخيفة لم تحصل من أجل الأقصى أو الأسرى وإنما حصلت من أجل السلطة والحكم، خسرنا فيها عشرات الآلاف من الأرواح، ومئات الآلاف من الجرحى والدمار للبيوت والمدن ولكل معالم الحياة.

نحنا انظلمنا ظلم كبير، الشيء السابق الوحيد الي كان بخليني موجود وعلى قيد الحياة هو الأمل بعد هيك بحياة أفضل، هلقيت ما عاد هذا الأمل موجود، بحس بانقباض و دونية الحياة وانو الجميع بكل العالم مُلام بإلي حصللنا، شيء من عدم الإهتمام بعد ذلك لأي حياة.. مش قادر أوصف الشعور أكثر من هيك!

لوين هتوصل الأمور؟ يعني وبعدين؟!

لعلّها عقوبة الإنسان الأزلية، أنه لا يفهم قيمة الشيء في حياته إلّا حين يخسره.

أصبح ينتابني الصمت والسكوت معظم الأوقات خلال الوقت اليومي، اعتدتُ على ذلك في الكثير من الأسابيع السابقة وسيتبعها الكثير من الأسابيع القادمة، فقدتُ الشغف لكل شيء، ولو أجد طريقة للقضاء على نفسي، لن أتردد للحظة واحدة، الحياة لم تعُد تعني لي، أنا في عداد الأموات.

هذه ليست حرباً، بل هي مأساة، تراجيديا، نوع من القصص الحزينة جداً التي لا يُمكن نسيانها ولا يُنصح بقرائتها، يمكن لصُناع الأفلام أن يأخذوا منها مشاهد وأمثلة حقيقية لصناعة مشاهدهم السينمائية.. هذه المأساة قد طالت، قد نهشت ما تبقى من أحلامنا،حياتنا،خيالنا الذي كنا نتمنى أن يتحقق!