أردتُ أن يكون صوتُكِ رفيقَ قلبي في الرّحيل ، لماذا فجأةً أصبحتِ صخرة !

هذا التُّرابُ الذي تختبئينَ داخلَه لن يمنَعَني عن الحنينِ إليكِ فأنا تُرابٌ مِثلُهُ لكنّني في داخلي أُخبِّئُ البَحر !

" أنتَ أستاذٌ في الضّرب " - صَخرتي

بالمناسبة ؛ لاتُرمىٰ الكلِماتُ جُزافاً لكنّني حين رمَيتُ " أحبّك " بعُمري ، والانتظار جازفت !

الفوزُ والخسارة الرِّبحُ والخسارة الرياضة ، التجارة ، الأدب ، الحُبّ والدُّنيا !

كما اصطفافُ الحجارةِ في منازلنا تصطفُّ في قلبي ذكرياتُ نسياني للمرّةِ الألفِ أنساني وللمرّة الألفَين أذكُرُني وهنا مكانٌ عمَّرَهُ الرّحيل بين نسياني وذاكرتي !

أدُسُّ الوَهمَ في صدري وفي الأحلامِ أحشوهُ علّي أُلاقيكِ ولو على سرابِ انتظاراتي تمُرّين مرورَ الدّخان على اختناقي بي ولا تُفارقين صدريَ الذي بالماءِ مُشتعل !

طولُ اللّيل لحظة عجيبةٌ هيَ اللّحظة ، وقويّةٌ حتّىٰ تكاد تصيرُ عُمراً بعُمرِكَ الطويلِ اللّيالي ؛ يتحكَّم !

مُصابٌ بالتهابِ الذّكريات يُداوي نفسَهُ بالذي مرَّ علىٰ عروقِ يدَيهِ من ضَحِكات فيخونُهُ النّسيان ولايزالُ الحنينُ في قَلبِه الـ يُجاري الغيومَ في الهُروب فِطريّا !

انتهىٰ الموضوع وعلىٰ أثيرِ الصّمت بدأ الحِوار في الجِوار صوتٌ قديمٌ وذكرىٰ وكأسُ شايٍ مُنتهي !

الوقتُ الذي سجَّلتُ عليه انتظاراتي صارَ بَدلاً عن ضَياع لحظةً مرَّ علىٰ ضَياعي مَقعدي الخشبيُّ في الصّورة وعُمراً طويلاً لم يمُرَّ بَعد سَطرٌ واحدٌ علىٰ صورتي كُتِب ! هذا ما جَناهُ عليَّ الحنينُ وهذا ما جنَيتُ به علىٰ وقتي !

غسّالُ القلوبِ المطَر !

هذه الأيامُ ليست لنا والوقتُ ممتدٌّ علىٰ ماعلينا ومالَنا إلىٰ أين.. وكيف .. ومن يمضي به الوقتُ إليه هاهُنا ؟ تاهَ الحنينُ عن الهطول وتقطَّعَت في دروبِ التّيه عن لُغةِ السماءِ يا ماءَ العيونِ أوتارُنا !

حين أحتاجُ منك عليَّ أن أُعطيك هذا أقلُّ ما تستحقُّهُ منّي مصلحتي !

بعيداً عن القلب يعثُر المساكينُ على خُطاهُم وقريباً من القلبِ تضيعُ الخُطىٰ بين ماء البَحر والشاطئ . القلبُ مِسكينُ المسافات والرُّوح.. هائمةٌ بين الجِدّ واللَّعِبِ !

نبأٌ يقينْ لا مكانَ يتّسِعُ للغريب ولا زمانَ في غُربةِ الوقت يمشي على الأغصان إلّا الحنين غريبٌ ؛ واسِعُ الأفقِ مُبينٌ وعلىٰ شَجرِ العيون بكُلّ ألوانِها يمشي !

الذين يُحبُّونَ أوطانَهُم الذين تُحبُّهُم أوطانُهُم الذين باعُوا في سبيل أوطانِهِم أنفُسَهُم وماندِموا اللّٰهُ معَكُم ، وسَيشهَدُ التّاريخُ أنّكُم تستحقُّون .. أوطانَكُم !

نبأٌ يقين: " الحُبُّ ليسَ روايةً شرقيّةً بخِتامِها يتزوَّجُ الأبطالُ " الحُبُّ أن يموتَ قبلَ أوانِهِ في العُيونِ السُّودِ المطَر الحُبُّ أن تحيا أرضُ عَينَينِ بُنّيَّتين علىٰ ماءِ الحَنين ، وعلى نار الشّوق تغفو ، فتموتُ في سوادِ الظّلالِ العُيونْ !

في أيامكَ الصّعبة لن تجدَ بجانبكَ إلّا من يَلومُكَ علىٰ وجودكَ بجانبهِ في أيّامه السَّهلة !

حينما أشتاقُ لي إليكِ في التّصاوير .. أعود وهُناك ؛ في بحرِ السنابلِ الصفراء أُخبّي دمعتي رجلٌ أنا وفي عُرفِ الرّجال الدَّمعُ عارٌ لا يُدارىٰ ولا يُغسَلْ حينما أشتاقُ لك إليَّ في الذكرياتِ البِيضْ .. أعود وهناك ؛ في اخضرار ربيعِ عينيكِ ألاقي حنيني وبماءِ صوتكِ العذب أغسُلُ عاري !