Twitter Beğeni Hilesi

وأنت تشاهد الأحداث من حولك، وترى صنوف المعاناة التي تلحق بالمسلمين في الأقصى المبارك وغيره، تعلم أن الدعاء لهم آكد ما يجب، وما عدا ذلك فالله محيط بالكافرين، يدبر الأمر، يملي للكافر حتى إذا أخذه لم يفلته، أعد للمؤمنين جنات وأنهارًا، وللكافرين أغلالاً وسعيرًا، وعذابًا مقيمًا.

يمر بك من يعاملك وفق ظروفه، وما يحتاجه ويطلبه، ومنهم من يكون معك محبة وودًا، قدرتك على التفريق بينهما، يجعلك في موقف آمن، تستطيع من خلاله كسب الأمرين، كلاهما فيه أجرًا، ولكنّ مشاعرك وحبك تقدمهما لمن يصون ويحفظ العشرة، دون إحداث ثقب نافذ او جرح نازف، حافظ على قوة فحص العلاقات.

ما يفوت الإنسان أكثر مما يكسبه، وقد يكون في الفوات خير ورحمة، البركة والتوفيق يتجسدان فيما تملك، في الأشياء المحيطة بك، القريبة من روحك وعزمك من معالي الأمور، وأعظم ما يفوت دون شعور ويقظة؛ خلو يومك من ذكر الله، أن لا تُذكر في الملا الأعلى، وهو أشد أنواع الفقد وأكثره ألمًا.

رأس العبث الذي يحبط الحياة، ويفاقم الشعور بالتيه، وفقدان الإحساس بقيمة الوجود؛ ترك الفرائض الخمسة. التنوع في مواقيتها معجزة إلاهية مقصودة، لكثرة ما يرد على المسلم من حوادث الليل والنهار. المواظبة عليها يشبه نقاط العودة لاستئناف عمل العقل والروح معًا، لأن تعطيل أحدهما إفشال للآخر.

في كل ركعة، تطلب من الله تعالى الهداية والثبات على صراط المنعم عليهم، لأنك مفتقرٌ إليه آناء الليل وأطراف النهار، محتاج إلى توفيقه ما بقيت حياً، فلا تظن أعمالك الحسنة، وصحبتك الطيبة، وبعدك عن المنكر وأهله قد نجوت ! فإن الحي لا تؤمن عليه الفتنة، فاستشعر الدعاء في كل ركعة.

لما كان التوحيد يهدم سطوة تجار القبور والأضرحة والمقامين، ويسحب البساط من تحتهم، ويكشف ضلالهم، ويكسر هيمنة الشيطان والمردة، تراهم في خندق واحد ضد أدعياء التوحيد وحكوماتهم، يمارسون أنواع القدح والتحريض، ومن وراءهم تقف منظمات صليبية تستغل التصوف وأصحاب الطرق في إشعال المواجهة.

لو يعلم الموحد الذي لا يشرك بالله شيئاً، ويكفر بالطاغوت، قوة الحق الذي حباه الله به، والمنعة التي تحوطه من الشياطين والسحرة، وضعفهم أمام شدة التحصين، وعدم رؤية الجن له حين يقصدون أذيته؛ ما ترك أذكار الصباح والمساء، ولا فاتته الصلاة في المسجد، وأن تكون التسمية في شأنه كله.

خلط كبير عند العامة وبعض المثقفين والمحللين بين المشاريع الدينية في المنطقة والمشاريع السياسية ذات التباين المستمر، إيران إحدى نماذج المشروع السياسي، وهو المشروع الأكثر قدرة على إحداث الفوضى، بسبب توافقه مع المشروع السياسي الغربي، المتمثل في تفتيت المكون السني الذي يتعافى سريعاً.

لا تزال المنطقة في انتظار الفوضى الأكبر عبر عملية سياسية، وربما عسكرية منذ غزو العراق، حينها يعود صراع القيم بحلة سافرة وماكرة أكثر حدة، فيها انقضاض كل بعد ديني، حتى الكاثوليكية ستكون في مرمى الاستهداف، وهي المرحلة التي تبشر بها فرنسا والمؤسسات الداعمة للشذوذ والإلحاد.

إن من أكثر ما يميز الأحداث، ويخرج أفضل ما فيها؛ الإيمان بأن الله تعالى خالق كل شيء، ومدبر الأمر من السماء إلى الأرض، ولا يعزب عنه تعالى مثقال ذرة، وهو القاهر فوق عباده، وعلى هذا الوزن الرباني الدقيق يسير الكون، ويتدافع الخلق، فمؤمن وكافر، فريق في الجنة، وفريق في السعير والجحيم.

كل من يقرأ الغرب من الداخل، والأطوار التي يمر بها، يدرك حجم الهاوية التي تنتظر وصولهم، ولذلك كلما تمدد الإسلام داخل النسيج الغربي؛ ازدادت ضراوة العبث بالقيم والأخلاق، وتصوير التدين بما فيه الكنسي وغيره، بأنه ضد الفطرة، وضد حقوق البشر في اتخاذ وسائلهم الخاصة لإشباع غرائزهم.

الأحكام الشرعية المنزلة، وأحاديث الحلال والحرام المتواترة، لم تفرض لتكون على ذائقتك، حتى تأخذ منها ما تحب، وتدع ما يأباه هواك، وإذا أبيت إلا الإثم والتمرد فلا تجاهر بمعصيتك، ولا تدع غيرك إليها، ومهما ترديت في غياهب الخذلان فلا تفارق الفرائض الخمسة، واعتز بدينك وانصره حسب طاقتك.

من دقائق العلاقات، اتصاف البعض بحب الهيمنة وبسط السيطرة على من حوله، مجرد إحساسه بالمنافسة ولو بغير قصد منك، يضعك في صراع روحي معه، كلما أخفاه بدا في عينيه، وعلى سلوكه المرتعش، لا يتخذك عدواً بطبيعة الحال، وله بصمته الجميلة الساحرة، ولكنه يجرك إلى ممرات ذات أشواك يصعب تجاوزها.

لا تزال سنة الله جارية وماضية في أرض الرباط ومسرى الأنبياء. اصطفاء الشهداء المتواصل وتحولهم المباشر إلى صفة الحياة عند الله، مما يخفف على إخوانهم وقع العربدة الصهيونية عليهم، لقد وقع بالأنبياء وأتباعهم كثيرآ من الأذى والتقتيل، فكان الصبر والدعاء حتى يأذن الله بأمر من عنده قريب.