"لا أسميه يأسًا هذا الوهج المسروق من فمي في الأحاديث السعيدة، ولا أقول عن إطراقة رأسي ادراكًا كلما سمعت أحدهم يتحدث عن نفسه بمعرفة تامة، كل ما أعرفه انني آفلة، إلى شروقٍ لا أعرف موعده."
"إن المرء ينتقل من مشهدٍ إلى آخر، من عصرٍ إلى آخر، من حياةٍ إلى أخرى، دون فهمٍ أو إدراك، وفجأة يدرك أثناء سيره في الشارع، بطريقةٍ لا هي بالحلم ولا باليقظة، وللمرة الأولى، أن السنين تفر، وأن هذا كله قد مضى وانقضى إلى الأبد، ولن يعيش إلا في الذاكرة."
"إن ذاكرتك وحش؛ فأنت تنسى — وهي لا تفعل. تخزن الأشياء ببساطة. تحتفظ بالأشياء لك، أو تخبئها عنك — وتستدعيها لذاكرتك بإرادتها الخاصة. تعتقد بأنك تملك ذاكرة، لكنها هي تملكك."
"لم أحاول يومًا جذب شيء كل ما وقع على كتفي كان لأن الأمان طاغٍ علي ،يمشي في ظلالي، يستقر على وجهي، ينام في كفي، لذلك وقعت أرواحهم على أغصاني، تلك الطيور الصغيرة رأت فيْ الشجرة."
"هذه الأيام غريبة بنكهة حلوة، إنها كما الوعد. أشعر -بثقةٍ ما
لا أعرف حتى من أين تأتي- بأن قلبي يتفتح، أشعر بالحنو يحفني، ويملأ أطرافي الدفء. شعورٌ غريب، على قلبٍ باردٍ مثل قلبي. لا، شعورٌ غريبٌ على قلبٍ اعتاد البرد مثل قلبي. إن قلبي الآن دافئ، وأعي ذلك بانشراحٍ غريب".
"أخذتْ الأشياء تشف، تدريجيًا وتتقلص. حتى بدأ النسيان يحتك بأعماقي فوق كل شيء، لم يكن نسيانًا، بل كان.. لا أعرف، كان.. ربما كان عدم انتباه مضاعفًا.. تجاهلًا زائد الحدة، إصرارًا قويًا على نكران قيمة الأشياء، وبدأتْ الحياة تتحول إلى لمحات.. ومضات."